شوفتك فين قبل كده؟!

شوفتك فين قبل كده؟!

كعادتى كل يوم خرجت إلى العمل مبكرا،لم يختلف اليوم عن امس أوربما انا الذىشعرت بهذا لكننى على ايه حال سلكت طريقى إلى العمل بأحد البزارات الاثريه بمنطقه الجيزه،وقفت فى إحدى المحطات إنتظارا للقطار وإذا بشيئ غريب يحدث لى كانت اول مره اشعر بهذا الاحساس فقد خفق قلبى بشده معلنا بالسعاده التى قلما يشعر بها
رأيتها …….رأيتها لأول مره ولكننى احسست وقتها انى اعرفها منذ زمن بعيد ،اقتربت منها ،اقتربت…….واقتربت، كنت اشعر ان قدمى تتسارع من اجل الاقتراب منها ،كان كل جزء من جسدى يشجعنى على الاسراع
إقتربت منها وضربات قلبى قد بدأت تتزايد بشكل عجيب ،كاد يقف من سرعه ضرباته وقلت لها فى منتهى التردد والشغف:بعدإذن حضرتك
كانت تنظر إلى الجهه المقابله عندما تحدثت إليها فنظرت إلي …….
نظرت إلي وانتفض جسدى بشده،فلم ارى فى حياتى مثل هذه العيون الخضراء التى يشعر من يراها وكأنها ترمى سهاما تجبرك على الإعجاب والإحترام والشعر الاشقر الذى له القدره على إيقاف كل قلب من نبضاته إلى من ينظر إليها عندما يتمايل فى غرور وكبرياء ووجها الذى لم……….
وفجاءه سمعت صوت القطار قادما…..لماذا؟
لماذاسرقنى هذا القطار من التأمل الذى كنت اعيش فيه؟لماذا اخرجنى من حالتى هذه؟ لماذا دائما لا تكتمل فرحتى فى كل شيئ؟
عدت للنظر إليها بعد هذه الأزعاج الذى صنعه لى القطار ولكن أين هى؟ اين؟ فقد إختفت وكأنها كالماء وقد تبخر فى لمح البصر
بئس لك ايها القطار
هل غادرت المحطه؟أم كان ذلك حلم؟أم كانت سرابا؟عشرات الاسئله سألتها لنفسى ولكن لا جدوى
ركبت هذا القطار الشؤم والاستياء قد غلبنى وسيطر على كيانى
هاهى اسوء مره ذهبت فيها لعملى ،شعرت وكأن الطريق لانهايه له والقطار لايسير وكأن على ظهره احمال الدنيا كلها
جلست على احد المقاعد الفارغه وانا اشعر بذلك الستياء الشديد والضيق
وفجأه ظهرت ثانيا .....ظهرت كعروس البحر التى تظهر احيانا وتختفى كثيرا ،عادت مره اخرى كالبدر الذى يقسم كل من له قلب بجماله
ذهبت لها وكلى شغف وترقب وتسأل من هى
كانت امامى كانجمه ولكنى كنت اشعر وكأنها سراب يُخدع المرء فيه
وقلت لها متسألا:بعد إذنك
نظرت إلى وعينها الساحره تريد ان سأل هل تعرفنى
حاولت السيطره على نفسى من اثر السهام التى تخرج من عينها وتكاد تقتلنى وقلت لها: هو انا شوفتك قبل كده؟
"طارق .......طارق اصحى يابنى علشان الساعه بقت سابعه ونص"
من؟ والدتى!أين انا؟ انا فى بيتى نائم فى احضان فراشى قفد كان حلم مجرد حلم .......نعم كان حلم ولكنه حلم حميل، فلم اكن اتوقع ان ارى نجمه السماء هذه تسير فى الارض مثلنا فى مجرد حلم .
لماذا الدنيا هكذا ؟لماذا تعطينا كل شيئ فى لحظه واحده ثم تأخذه منا فى لحظه واحده ؟هل هذه سعاده ام منتهى التعاسه؟ما معنى ان تكون عند القمرفى لحظه واحده وفجأه تجد نفسك على فراشك؟
ذهبت لعملى فى حاله غريبه لم استطيع وقتها انا افسرها سعاده أم حزن،ضيق ام فرج،وقفت فى محطه القطار انتظرها عسى ان تأتى فلم تفعل.
هل من الممكن ان تتحول احلامنا إلى حقيقه؟
ولكن قبل كل ذلك من هذا البدر الذى ظهر لى ثم اختفى؟
من هذا العصفور الجميل الذى لا يرى إلا فى ابحره الخيال ؟
هل هى احدى زبائن البازار؟
سيل من الاسئله سئلتها لنفسى ولكن لا فائده
جلست فى مكتبى وحيدا شاردا أفكر واتسأل من هى
حاولت ان اشغل نفسى ففتحت التلفازلكى اشاهد مسلسلا او فيلما املا ان يشغلنى عى حالتى ،وحينما كنت استعيد ذكريات الفتاه الغامضه اذا بها تظهر على شاشه التلفاز كأحد ابطال المسلسل الجديد وفى اندهاش كبير كاد يقفز من بين عينى قلت لنفسى فى استهزاء:طلعت ممثله ........المره الجايه ابقى اتغطى كويس قبل ماتنام



إنتهى